قبل 97 عاما ظهر أول نظام للتعليم في المملكة العربية السعودية بإنشاء مديرية المعارف عام 1344هـ والتي كانت بمثابة إرساء حجر الأساس لنظام التعليم للبنين، وأعقبها تشكيل أول مجلس للمعارف عام 1346هـ وكان الهدف منه وضع نظام تعليمي يشرف على التعليم، ومع قيام المملكة اتسعت صلاحيات مديرية المعارف ولم تعد وظيفتها قاصرة على الإشراف على التعليم في الحجاز بل شملت جميع شؤون التعليم في المملكة وكانت تضم 323 مدرسة.
وفي عام 1371هـ تم إنشاء وزارة المعارف في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز، وكانت امتداداً وتطويراً لمديرية المعارف، وعلى طوال تلك السنوات الماضية كانت الكلمة الدارجة «لم ينجح أحد» والدوائر الحمراء تطبع على شهادات الطلاب والطالبات، لكن في عام 1441هـ أصبح الوضع مختلفا حيث اختفت تلك الكلمات وتوحدت بكلمة «لم يرسب أحد».
ويرى عضو مجلس الشورى السابق والمشرف على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة سليمان الزايدي أن العام الدراسي هذ العام استثنائي للنظام التّعليمي، وقرار الوزارةِ بإنهاء العام الدّراسي ونقل طلّاب التّعليم العام إلى الصّفوف الدّراسيّة التّالية قرارٌ عادلٌ، إذ حفظ للطّلاب والطّالبات حقوقهم، وللنّظام هيبته، وتعامل مع الظّرفِ العالميِ بحكمةٍ ومسؤوليّة.
وقال الزايدي: «لقد عزّز التّفاعل الإيجابي المشهود من المعلمين والمعلّمات والطّلاب والطّالبات والآباء والأمّهات مع التّعليم عن بُعد هذا القرار الحكيم، كما أن التّجربة الفريدة أفرزت قدرة هذا الجيل المبدع على استخدام التّقنية بمهارة عالية للتّحصيل عن بعد، فتحية للوزير الشجاع الذي قاد السَّفِينَة باقتدار وجدارة، وتحيّة لرجال ونساء الوزارة في المركز الرّئيس وفِي المناطق على حيويّتهم التي كانت سببًا في نجاح هذا التّنظيم، وتحيّة للزّملاء من المعلمين والمعلمات الذي حوّلوا منازلهم إلى قاعات للتّعليم والتّحصيل، وكانوا السّند والمعين لأبنائهم الطّلاب خلال هذه النّازلة، وأدوا واجباتهم بصدق ووطنيّة ومهنيّة، سيبقى العام الدّراسي 1441 شامة بيضاء في تاريخ نظامنا التّعليمي».